إِلَی الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لایدْرِكُ، السَّالِكِ سَبِیلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ، غَرَضِ الاَْسْقَامِ، وَ رَهِینَةِ الاَْیامِ، وَ رَمِیةِ الْمَصَائِبِ، وَ عَبْدِ الدُّنْیا، وَ تَاجِرِ الْغُرُورِ،
وَ غَرِیمِ الْمَنَایا، وَأَسِیرِ الْمَوْتِ، وَحَلِیفِ الْهُمُومِ، وَقَرِینِ الاَْحْزَانِ، وَنُصُبِ الاْفَاتِ، وَصَرِیعِ الشَّهَوَاتِ، وَخَلِیفَةِ الاَْمْوَاتِ.
غَیرَ أَنِّی حَیثُ تَفَرَّدَ بیدُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِی، فَصَدَفَنِی رَأْیی، وَصَرَفَنِی عَنْ هَوَای، وَصَرَّحَ لِی مَحْضُ أَمْرِی، فَأَفْضَی بیإِلَی جِدّ لایكُونُ فِیهِ لَعِبٌ، وَصِدْق لایشُوبُهُ كَذِبٌ.
وَ وَجَدْتُكَ بَعْضِی، بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّی، حَتَّی كَأَنَّ شَیئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِی، وَكَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِی، فَعَنَانِی مِنْ أَمْرِكَ مَا یعْنِینِی مِنْ أَمْرِ نَفْسِی، فَكَتَبْتُ إِلَیكَ كِتَابِی مُسْتَظْهِراً بِهِ إِنْ أَنَا بَقِیتُ لَكَ أَوْ فَنِیتُ.
وَ اعْرِضْ عَلَیهِ أَخْبَارَ الْمَاضِینَ، ذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الاَْوَّلِینَ، وَسِرْ فِی دِیارِهِمْ آثَارِهِمْ، فَانْظُرْ فِیمَا فَعَلُوا وَعَمَّا انْتَقَلُوا، وَأَینَ حَلُّوا وَنَزَلُوا! فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الاَْحِبَّةِ، وَحَلُّوا دِیارَ الْغُرْبَةِ، وَكَأَنَّكَ عَنْ قَلِیل قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ.
وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ، وَأَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِیدِكَ وَلِسَانِكَ، وَبَاینْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ، وَجَاهِدْ فِی اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَلاَ تَأْخُذْكَ فِی اللهِ لَوْمَةُ لاَئِم. وَخُضِ الْغَمَرَاتِ لِلْحَقِّ حَیثُ كَانَ، وَتَفَقَّهْ فِی الدِّینِ، وَعَوِّدْ نَفْسَكَ التَّصَبُّرَ عَلَی الْمَکْرُوهِ، وَنِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُرُ فِی الْحَقِّ.
وَإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالاَْرْضِ الْخَالِیةِ مَا أُلْقِی فِیهَا مِنْ شَیء قَبِلَتْهُ. فَبَادَرْتُكَ بِالاَْدَبِ قَبْلَ أَنْ یقْسُوَ قَلْبُكَ، وَیشْتَغِلَ لُبُّكَ، لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْیكَ مِنَ الاَْمْرِ مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْیتَهُ وَتَجْرِبَتَهُ، فَتَكُونَ قَدْ كُفِیتَ مَئُونَةَ الطَّلَبِ، وَعُوفِیتَ مِنْ عِلاَجِ التَّجْرِبَةِ، فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِیهِ، وَاسْتَبَانَ لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَینَا مِنْهُ.
فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْر نَخِیلَهُ، وَتَوَخَّیتُ لَكَ جَمِیلَهُ، وَصَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ، وَرَأَیتُ حَیثُ عَنَانِی مِنْ أَمْرِكَ مَا یعْنِی الْوَالِدَ الشَّفِیقَ، وَأَجْمَعْتُ عَلَیهِ مِنْ أَدَبِكَ أَنْ یكُونَ ذَلِكَ وَأَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ وَمُقْتَبَلُ الدَّهْرِ، ذُو نِیة سَلِیمَة، وَنَفْس صَافِیة.
فَكَانَ إِحْكَامُ ذَلِكَ عَلَی مَا كَرِهْتُ مِنْ تَنْبِیهِكَ لَهُ أَحَبَّ إِلَی مِنْ إِسْلاَمِكَ إِلَی أَمْر لاآمَنُ عَلَیكَ بِهِ الْهَلَكَةَ، وَرَجَوْتُ أَنْ یوَفِّقَكَ اللهُ فِیهِ لِرُشْدِكَ، وَأَنْ یهْدِیكَ لِقَصْدِكَ فَعَهِدْتُ إِلَیكَ وَصِیتِی هَذِهِ۔
ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذَلِكَ إِلَی الاَْخْذِ بِمَا عَرَفُوا، الاِْمْسَاكِ عَمَّا لَمْ یكَلَّفُوا، فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَلْیكُنْ طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهُّم وَتَعَلُّم، لابِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ، وَعُلَقِ الْخُصُومَاتِ.
فَإِنْ أَیقَنْتَ أَنْ قَدْ صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ، وَتَمَّ رَأْیكَ فَاجْتَمَعَ، وَكَانَ هَمُّكَ فِی ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً، فَانْظُرْ فِیمَا فَسَّرْتُ لَكَ، وَإِنْ لَمْ یجْتَمِعْ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ، وَفَرَاغِ نَظَرِكَ وَفِکْرِكَ، فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ، وَتَتَوَرَّطُ الظَّلْمَاءَ. وَلَیسَ طَالِبُ الدِّینِ مَنْ خَبَطَ أَوْ خَلَطَ وَالاِْمْسَاكُ عَنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ.
فَإِنَّكَ أَوَّلُ مَا خُلِقْتَ بِهِ جَاهِلاً ثُمَّ عُلِّمْتَ، وَمَا أَکْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الاَْمْرِ، یتَحَیرُ فِیهِ رَأْیكَ، وَیضِلُّ فِیهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ!
فَاعْتَصِمْ بِالَّذِی خَلَقَكَ وَرَزَقَكَ وَسَوَّاكَ، وَلْیكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ، وَإِلَیهِ رَغْبَتُكَ، وَمِنْهُ شَفَقَتُكَ.
أَوَّلٌ قَبْلَ الاَْشْیاءِ بِلاَ أَوَّلِیة، وَآخِرٌ بَعْدَ الاَْشْیاءِ بِلاَ نِهَایة. عَظُمَ عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِیتُهُ بِإِحَاطَةِ قَلْب أَوْ بَصَر.
فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَافْعَلْ كَمَا ینْبَغِی لِمِثْلِكَ أَنْ یفْعَلَهُ فِی صِغَرِ خَطَرِهِ، وَقِلَّةِ مَقْدِرَتِهِ، وَكَثْرَةِ عَجْزِهِ، و عَظِیمِ حَاجَتِهِ إِلَی رَبِّهِ، فِی طَلَبِ طَاعَتِهِ، وَالْخَشْیةِ مِنْ عُقُوبَتِهِ، وَالشَّفَقَةِ مِنْ سُخْطِهِ: فَإِنَّهُ لَمْ یأْمُرْكَ إِلاَّ بِحَسَن، وَلَمْ ینْهَكَ إِلاَّ عَنْ قَبِیح.
إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ الدُّنْیا كَمَثَلِ قَوْم سَفْر نَبَا بِهِمْ مَنْزِلٌ جَدِیبٌ، فَأَمُّوا مَنْزِلاً خَصِیباً وَجَنَاباً مَرِیعاً، فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَ الطَّرِیقِ، وَفِرَاقَ الصَّدِیقِ، خُشُونَةَ السَّفَرِ، وَجُشُوبَةَ المَطْعَمِ، لِیأْتُوا سَعَةَ دَارِهِمْ، وَمَنْزِلَ قَرَارِهِمْ، فَلَیسَ یجِدُونَ لِشَیءٍ مِنْ ذَلِكَ أَلَماً، وَلاَ یرَوْنَ نَفَقَةً فِیهِ مَغْرَماً. وَلاَ شَیءَ أَحَبُّ إِلَیهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ مَنْزِلِهِمْ، وَأَدْنَاهُمْ مِنْ مَحَلَّتِهِمْ.
وَمَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا كَمَثَلِ قَوْم كَانُوا بِمَنْزِل خَصِیب، فَنَبَا بِهِمْ إِلَی مَنْزِل جَدِیب، فَلَیسَ شَیءٌ أَکْرَهَ إِلَیهِمْ وَلاَ أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ مِنْ مُفَارَقَةِ مَا كَانُوا فِیهِ، إِلَی مَا یهْجُمُونَ عَلَیهِ، یصِیرُونَ إِلَیهِ.
یاد رکھو کہ جس نے دنیا کو بخوبی پہچان لیا ہے اس کی مثال اس مسافر قوم جیسی ہے۔جس کاقحط زدہ منزل سے دل اچٹ ہو جائے اوروہ کسی سرسبز و شاداب علاقہ کا ارادہ کرے اور راستے کی زحمت، اپنوں کی دوری، سفر کی دشواری اور کھانے کی بدمزگی وغیرہ جیسی تمام مصیبتیں برداشت کرلے تا کہ وسیع گھر اور قرار کی منزل تک پہنچ جائے کہ ایسے لوگ ان تمام باتوں میں کسی تکلیف کا احساس نہیں کرتے اور نہ اس راہ میں خرچ کو نقصان تصور کرتے ہیں اور ان کی نظر میں اس سے زیادہ محبوب کوئی چیز نہیں ہے جو انہیں منزل سے قریب تر کر دے اور اپنے مرکز تک پہنچادے ۔
اوراس دنیا سے دھوکہ کھا جانے والوں کی مثال اس قوم کی ہے جو سرسبز و شاداب مقام پر رہے اور وہاں سے دل اچٹ جائے تو قحط زدہ علاقہ کی طرف چلی جائے کہ اس کی نظر میں قدیم حالات کے چھٹ جانے سے زیادہ ناگوار اور دشوار گذار کوئی شے نہیں ہے کہ اب جس منزل پر وارد ہوئے ہیں اور جہاں تک پہنچے ہیں وہ کسی قیمت پر اختیار کرنے کے قابل نہیں ہے۔
وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَیرِكَ، وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاتَعْلَمُ، وَإِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ وَلاَ تَقُلْ مَا لاتُحِبُّ أَنْ یقَالَ لَكَ.
وَإِذَا وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ مَنْ یحْمِلُ لَكَ زَادَکْ إِلَی یوْمِ الْقِیامَةِ، فَیوَافِیكَ بِهِ غَداً حَیثُ تَحْتَاجُ إِلَیهِ فَاغْتَنِمْهُ وَحَمِّلْهُ إِیاهُ، وَأَکْثِرْ مِنْ تَزْوِیدِهِ وَأَنْتَ قَادِرٌ عَلَیهِ، فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُهُ فَلاَ تَجِدُهُ وَاغْتَنِمْ مَنِ اسْتَقْرَضَكَ فِی حَالِ غِنَاكَ، لِیجْعَلَ قَضَاءَهُ لَكَ فِی یوْمِ عُسْرَتِكَ.
وَلَمْ یعَاجِلْكَ بِالنِّقْمَةِ، وَلَمْ یعَیرْكَ بِالاِْنَابَةِ، وَلَمْ یفْضَحْكَ حَیثُ الْفَضِیحَةُ بِكَ أَوْلَی، وَلَمْ یشَدِّدْ عَلَیكَ فِی قَبُولِ الاِْنَابَةِ، وَلَمْ ینَاقِشْكَ بِالْجَرِیمَةِ
وَلَمْ یؤْیسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ، بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً، وَحَسَبَ سَیئَتَكَ وَاحِدَةً، وَحَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً، وَفَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ، وَبَابَ الاِسْتِعْتَابِ،
ثُمَّ جَعَلَ فِی یدَیكَ مَفَاتِیحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِیهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ، فَمَتَی شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِهِ، وَاسْتَمْطَرْتَ شَآبِیبَ رَحْمَتِهِ،
فَلَرُبَّ أَمْر قَدْ طَلَبْتَهُ فِیهِ هَلاَكُ دِینِكَ لَوْ أُوتِیتَهُ، فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِیمَا یبْقَی لَكَ جَمَالُهُ، وَینْفَی عَنْكَ وَبَالُهُ; فَالْمَالُ لایبْقَی لَكَ وَلاَ تَبْقَی لَه.
فَكُنْ مِنْهُ عَلَی حَذَرِ أَنْ یدْرِكَكَ وَأَنْتَ عَلَی حَال سَیئَة، قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ، فَیحُولَ بَینَكَ وَبَینَ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَکْتَ نَفْسَكَ.
فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلاَبٌ عَاوِیةٌ، وَسِبَاعٌ ضَارِیةٌ، یهِرُّ بَعْضُهَا عَلَی بَعْض، وَیأْكُلُ عَزِیزُهَا ذَلِیلَهَا، وَیقْهَرُ كَبِیرُهَا صَغِیرَهَا. نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ، وَأُخْرَی مُهْمَلَةٌ، قَدْ أَضَلَّتْ عُقُولَهَا، رَكِبَتْ مَجْهُولَهَا. سُرُوحُ عَاهَة بِوَاد وَعْث، لَیسَ لَهَا رَاع یقِیمُهَا، وَلاَ مُسِیمٌ یسِیمُهَا.
وَاعْلَمْ یا بُنَی أَنَّ مَنْ كَانَتْ مَطِیتُهُ اللَّیلَ وَالنَّهَارَ، فَإِنَّهُ یسَارُ بِهِ وَإِنْ كَانَ وَاقِفاً، وَیقْطَعُ الْمَسَافَةَ وَإِنْ كَانَ مُقِیماً وَادِعاً.
فَخَفِّضْ فِی الطَّلَبِ. وَأَجْمِلْ فِی الْمُکْتَسَبِ، فَإِنَّهُ رُبَّ طَلَب قَدْ جَرَّ إِلَی حَرَب; فَلَیسَ كُلُّ طَالِب بِمَرْزُوق، وَلاَ كُلُّ مُجْمِل بِمَحْرُوم.
وَأَکْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِیة وَإِنْ سَاقَتْكَ إِلَی الرَّغَائِبِ، فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً. وَلاَ تَكُنْ عَبْدَ غَیرِكَ وَقَدْ جَعَلَكَ اللهُ حُرّاً.
وَمَا خَیرُ خَیر لاینَالُ إِلاَّ بِشَرّ، وَیسْر لاینَالُ إِلاَّ بِعُسْر.
بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ! وَظُلْمُ الضَّعِیفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ! إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً كَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً.
رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً، وَالدَّاءُ دَوَاءً، وَرُبَّمَا نَصَحَ غَیرُ النَّاصِحِ، وَغَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ.
وَتَجَرَّعِ الْغَیظَ فَإِنِّی لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَی مِنْهَا عَاقِبَةً، وَلاَ أَلَذَّ مَغَبَّةً.
وَلِنْ لِمَنْ غَالَظَكَ، فَإِنَّهُ یوشِكُ أَنْ یلِینَ لَكَ، وَخُذْ عَلَی عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ أَحْلَی الظَّفَرَینِ. وَإِنْ أَرَدْتَ قَطِیعَةَ أَخِیكَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بَقِیةً یرْجِعُ إِلَیهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذَلِكَ یوْماً مَا. وَمَنْ ظَنَّ بِكَ خَیراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ.
وَلاَ یكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَی الْخَلْقِ بِكَ، وَلاَ تَرْغَبَنَّ فِیمَنْ زَهِدَ عَنْكَ، وَلاَ یكُونَنَّ أَخُوكَ أَقْوَی عَلَی قَطِیعَتِكَ مِنْكَ عَلَی صِلَتِهِ،
وَلاَ تَكُونَنَّ عَلَی الاِْسَاءَةِ أَقْوَی مِنْكَ عَلَی الاِْحْسَانِ. وَلاَ یکْبُرَنَّ عَلَیكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ، فَإِنَّهُ یسْعَی فِی مَضَرَّتِهِ وَنَفْعِكَ، وَلَیسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَهُ.
وَلَیسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مِنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لایوثَقُ بِهِ عَلَیهِنَّ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَّ یعْرِفْنَ غَیرَكَ فَافْعَلْ.
وَلاَ تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَیحَانَةٌ، لَیسَتْ بِقَهْرَمَانَة.
وَلاَ تَعْدُ بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا، وَلاَ تُطْمِعْهَا فِی أَنْ تَشْفَعَ لِغَیرِهَا. وَإِیاكَ وَالتَّغَایرَ فِی غَیرِ مَوْضِعِ غَیرَة، فَإِنَّ ذَلِكَ یدْعُو الصَّحِیحَةَ إِلَی السَّقَمِ وَالْبَرِیئَةَ إِلَی الرِّیبِ.
اور خبردار انہیں ان کے ذاتی مسائل سے زیادہ اختیارات نہ دو اس لئے کہ عورت ایک پھول ہے اور حاکم و متصرف نہیں ہے۔اس کے پاس و لحاظ کو اس کی ذات سے آگے نہ بڑھاؤ اور اس میں دوسروں کی سفارش کا حوصلہ نہ پیدا ہونے دو۔دیکھو خبردار غیرت کے مواقع کے علاوہ غیرت کا اظہار مت کرنا کہ اس طرح اچھی عورت بھی برائی کے راستے پر چلی جائے گی اور بے عیب بھی مشکوک ہوجاتی ہے۔